إطلاق مبادرة “نتشارك نتعلم”  للنهوض بالعملية التعليمية في مصر

بالتعاون بين شركة T-Line للاستشارات الهندسية ومؤسسات المجتمع المدني

كتب

في ظل كل ما تبذله الحكومة للنهوض بالعملية التعليمية في مصر،  إلا أن الفجوة الهائلة الحداثة بين العدد المفترض أن ينتسب الي المدارس وعدد الفصول المتاحة ، بجانب تدهور حالة المدارس الحالية بسبب الضغط العددي عليها وقلة الموارد المتاحة يمثل تحديا كبيرا أمام القائمين علي التعليم في جمهورية مصر العربية وخاصة الحكومية منها. حيث تشير البيانات غير الرسمية الي أن عدد التلاميذ بالتعليم قبل الجامعي بلغ 15,443,508 طالب وطالبة،  يدرس منهم بالمدارس الحكومية 14,214,400 بنسبة 92,04% موزعين على 35,203 مدرسة حكومية تشكل  نسبة 88,2% من إجمالي المدارس المصرية، مقابل 1,229,108 طالب وطالبة بنسبة 7,96% يدرسون بالمدارس الخاصة، موزعين على 4,723 مدرسة خاصة تشكل نسبة 11,8% من جملة المدارس التي كانت تعمل في هذا العام. وتبلغ جملة أعداد الفصول الدراسية 387,808 فصلاً منها 349,503 فصل بالقطاع الحكومي بنسبة 90,1%، مقابل 38,305 فصل بنسبة 9,9% في المدارس الخاصة.

وعن ظاهرة التسرب من التعليم حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأمية تصل إلى 27,70% من إجمالي السكان، والنسبة الغالبة من الإناث. ولا شك أن ارتفاع نسبة الأمية يعنى أن النظام التعليمي أصبح غير قادر على جذب جميع الطلاب واستيعابهم أو الاحتفاظ بهم في مقاعد الدراسة لحين انتهاء مرحلة التعليم الأساسي على الأقل. وهو ما يرجعه  الكثير من خبراء التنمية إلى تفشى ظاهرة التسرب من التعليم والتي ارتفعت معدلاتها بين البنين في المرحلة الابتدائية في المناطق  الحضرية  من 0,76% إلى 1,03% خلال الفترة 2003-2004. أما نسبتها  بين البنين في المرحلة الإعدادية في الريف فقد ارتفعت من 4,28% خلال الفترة 2001-2002 إلى 4,61% خلال الفترة 2003-2004.

المبادرة :-

مما سبق شرحة تبرز أهيمة مبادرة “نتشارك نتعلم” حيث تهتدف المبادرة لدعم منظومة التعليم علي محورين أساسين:

  • المحور الأول : تحسين مستوى التعليم الذي يحصل عليه الأطفال من خلال تطوير منظومة المدارس الحكومية و صيانة وتطوير الأبنية التعليمية الخاصة بالمدارس الحكومية مع النهوض بها فنيا واداريا وتطويرها بشكل شمولي.
  • المحور الثاني : دعم مؤسسات المجتمع المدني وتوجيهها لإنشاء فصول دراسية علي غرار المدارس الأهلية في المناطق النائية والفقيرة التي تعاني من ندرة مدارس التعليم الأساسي وذلك لمكافحة وتقليل ظاهرة التسرب من التعليم.

إجتماع المجلس التأسيسي لمبادرة “نتشارك نتعلم”

تقوم فلسفة المبادرة لتحقيق أهدافها علي تطبيق شعارها “نتشارك نتعلم” من خلال مبدء “توأمة المدارس” ، بحيث تقوم كل مدرسة دولية أو خاصة بعمل توئمة مع مدرسة حكومية أو أكثر في نفس النطاثق العمراني التابع له، ومن خلال عملية التوئمة تقدم المدارس الدولية والحكومية الدعم المادي والمعنوي واللوجيستي لتطوير المدرسة الحكومية بدئا من الصيانة والتطوير وانتهاءا بتقديم وسائل تعليمية ودعم لوجيستي متبادل بين أعضاء هيئة التدريس للمدرستين لتعظيم الاستفادة المهارية والإدارية وذلك تحت غطاء واشراف من مديريات التعليم الرسمية المختلفة.

المجلس التأسيسي للمبادرة :-

تنطلق المبادرة بالتشارك مع عدة جهات مهتمة بالتعليم من عدة محاور لتغطي كافة الإحتياجات الفنية والإدارية واللوجيستية اللازمة لنجاح المبادرة، ومنها شركة T-Line للاستشارات الهندسية ، والتي تعتبر من أكبر الشركات الهندسية المتخصصة في تصميم واستصدار التراخيص اللازمة لانشاء المدارس الدولية والخاصة ، حيث يقول المدير التنفيذي للشركة م/محمد الشال أن الشركة تهدف من المبادرة الي توعية وتوجيه أصحاب المدارس التي تقوم الشركة بالاشراف عليها هندسيا الي دعم المدارس الحكومية في نفس نطاقها الجغرافي كما أكد أن الشركة ستقوم بتطبيق ومراجعة كافة المعايير الهندسية المصرية والدولية المعمارية والتكنولوجية في عملية التطوير من خلال التوئمة التي تهدف إليها المبادرة.

وأكد الدكتور ياسر ضوا المدير الاقليمي لهيئة الإعتماد الدولية AIAA والعضو المؤسس للمبادرة أن الهيئة ستقوم من خلال المبادرة بطبيق نفس المعايير الدولية لمنح الإعتماد الدولي للمدارس علي المدارس الحكومية وذلك بشكل مجاني كمنحة من الهئية ومحاولة إتاحة المصادر المعرفية لديها للمدارس المنضمة الي المبادرة لايمانها بالدور المجتمعي لدعم التعليم.

وعن المدارس الدولية ودورها في المبادرة ناقش الدكتور مروان الدالي رئيس مجلس إدارة مدارس نوشن الدولية الدور الذي من الممكن أن تقوم به المدارس الدولية من خلال المبادرة سيؤدي في الأخير الي دعم التعليم كمشروع قومي يعاني من فجوة كبيرة لسد احتياجتها ، وأنه لا يمكن سد هذه الفجوة الا بتكاتف كل الهيئات والمدارس الدولية والخاصة والحكومية كما استعرض تجربة مدارس نوشن الدولية في تطوير عدد من المدارس الحكومية في نطاقها الجغرافي.

وعن التنسيق بين كافة الراغبين في الانضمام للمبادرة أكد الدكتور عبد الرحمن خليل المستشار الإداري لعدد من المدارس الدولية والخاصة ، أنه جاري إعداد الضوابط واللوائح التي ستحكم شروط الانضمام الي المبادرة وكذلك اعتماد الغطار الزمني وتحديد الهيكل التنفيذي للمبادرة ، حيث نوه أن الضوابط الإدارية والتنفيذية وأعمال التنسيق الرسمية هي أهم عوامل نجاح المبادرة.

كما ضمت المبادرة ممثلا عن مؤسسات المجتمع المدني ، حيث قالت أ/شيماء طنطاوي المدير التنفيذ لؤسسة من أحياها ، أنها انضمت للمبادرة لاهتمام جمعيتها بإنشاء مدارس في المنطاق النائية والتي أكدت علي دور المبادرة في دعم المناطق المحتاجة الي مدارس والتي ستقوم جمعيتها بحصر وتحديد أولويات الدعم ومحاولة مخاطبة الجمعيات والمؤسسات المماثلة لدعم المبادرة.

زر الذهاب إلى الأعلى