فاينانشيال تريننج هب” : النفور من الخسارة يدفع بعض المستثمرين للتمسك بالسهم الهابط والحل فى تغيير طريقة التفكير

كتب محمد ابراهيم

قالت “نهاد علي”، رئيس شركة “فاينانشيال تريننج هب”، إن النفور من الخسارة دائماً هي الإجابة الكامنة فى علم النفس للسؤال الدارج غالبا بين شريحة من المستثمرين وهو “لماذا تتمسك كمستثمر بالسهم الهابط” .

وقالت رئيسة شركة “فاينانشيال تريننج هب”، المتخصصة فى الدورات والتدريبية للمبتدئين والمحترفين على أسس الاستثمار، “نهاد علي”، لماذا نتمسك بالسهم الهابط؟ الإجابة في علم النفس: نفور الخسارة (Loss Aversion).

فالخسارة تُؤلم دائماً والألم مضاعف، ولكن السؤال للمستثمر مستثمر ومتابع للسوق، كم مرة وجدت نفسك مُتمسكاً بسهم لا يتوقف عن الهبوط، ليس قناعة بأدائه المستقبلي، بل لمجرد أنك “لا تريد أن تجني الخسارة” .

فإذا وجدت نفسك كمستثمر تمر بهذه الحالة، فأنت لست فريداً، هذه ليست مسألة جهل أو عناد، بل هي ظاهرة نفسية تسيطر على قرارات 90% من المتداولين، وتُعرف باسم: نفور الخسارة (Loss Aversion): هي ميل الإنسان إلى تجنُّب الخسارة بأي ثمن، حيث يكون تأثير الشعور بالألم الناتج عن الخسارة مضاعفاً (عادةً الضعف) لتأثير الشعور بالسعادة الناتج عن الربح المكافئ.
أو بعبارة أبسط، إذا ربحت 1000 جنيه ستشعر بالسعادة ، ولكن إذا خسرت 1000 جنيه، ستشعر بالألم المضاعف لفرحتك، وهذا التكوين العصبي هو ما يدفع دماغك للبحث عن “حل وسط” يمنعك من تدوين كلمة “خسارة” في سجلاتك.

كيف يدمر “نفور الخسارة” محفظتك المالية :

عندما يسيطر عليك هذا النفور، تبدأ في اتخاذ قرارات غير منطقية، تؤدي إلى ضياع الفرص ورأس المال معاً:
التمسك المُكلِّف: تستمر في الاحتفاظ بالسهم الهابط لشهور، رافضاً البيع حتى لو كان خارج الاتجاه الصاعد بالكامل.
التبريد غير المُبرَّر: تشتري كميات إضافية لـ”تقليل متوسط السعر”، لا لأن السهم يستحق استثمارك، بل لإعطاء دماغك وهماً بإمكانية الخروج “نقطة بنقطة” دون خسارة مُدوَّنة.

تضييع الفرص (Opportunity Cost) خسارة الوقت هي أشد أنواع الخسارة. فبينما أنت مُعلَّق في سهم خامل أو نازل، تضيع عليك فرص استثمارية حقيقية في أسهم صاعدة.

مثال من الواقع الاستثماري:
لنفترض أنك اشتريت سهماً بسعر 28 جنيه. هبط السهم إلى 18 جنيه. قررت “التمسك” لـ 8 أشهر انتظاراً للعودة.
في المقابل، لو أنك بعت عند 22 جنيهاً (بخسارة مُدوَّنة 6 جنيه)، ثم استثمرت المبلغ المتبقي في سهم صاعد آخر، كنت قد تمكنت من تحقيق أرباح كبيرة تجاوزت خسارتك بكثير.
العقل رفض كتابة “خسارة صغيرة”، فكانت النتيجة “خسارة كبيرة” في الوقت والفرص ورأس المال.

الحل: غيّر طريقة التفكير لتُحرِّر رأس مالك :

النجاح في التداول ليس في تجنُّب الخسائر، بل في إدارتها والاعتراف بها كجزء من العمل. لتجاوز فخ “نفور الخسارة”، غيّر مفاهيمك: أولا إعادة صياغة القرار:
ألا تقل: “اسأبيع بخسارة.، قل: “سأخرج من صفقة لم تعد منطقية، وسأُحرِّر رأس مالي لدخول صفقة ذات احتمالية ربح أعلى.”
ثانياً ، اختبار “البداية الجديدة”: فإذا شعرت بأنك مُعلَّق بسهم، اطرح على نفسك السؤال الحاسم التالي: لو لم يكن هذا السهم في محفظتي الآن، هل كنت سأشتريه بهذا السعر اليوم؟”
إذا كانت الإجابة “لا”، فاعترافك بالخسارة هو أول خطوة نحو القرار الصحيح وهو البيع. لماذا تحتفظ بما لا تشتري ؟
ثالثاً، الخسارة كتكلفة تعلُّم:
اعتبر كل خسارة مُدوَّنة هي “تكلفة تعلُّم”، وليست “فشلاً”. المتداولون الناجحون يركزون على الخسارة الأعظم وهي: الخسارة الحقيقية هي الفرص التي ضيعتها وأنت ماسك في السهم الغلط.
تذكَّر دائماً: الربح ليس في الشراء، بل في جودة القرارات التي تتخذها بعده. لا تجعل عواطفك هي من يدير محفظتك، هل تودّ أنك تعرف استراتيجيات عملية لتحديد نقاط البيع عند الخسارة للحدّ من هذه الظاهرة؟
وفى النهاية الرسالة إلى المستثمر فعليك إن أردت أن تطبق هذا على أرض الواقع فبإمكانك مراسلتنا علي الايميل [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى