الرئيس السيسي يشهد اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة تنمية سيناء
610 مليارات جنيه حجم الاستثمارات في مشروعات تعمير وتنمية سيناء
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء
واكد الرئيس السيسي أنه عقب التضحية التي قدمها أهالي سيناء خلال الفترة الماضية لن يكون الرد بكلمة “شكرا” فقط، بل سيكون من خلال الاهتمام والعمل، وأن من سيقوم بذلك هم أهالي سيناء سواء شركات أو أفراد بالإضافة إلى شركات أخرى إذا مادعت الحاجة لذلك.
وتابع الرئيس السيسي:”خلال الفترة القادمة سنتحرك بخطة كبيرة، ونحن بحاجة إلى جهودكم فيها ومعدلات عمل وتنفيذ تشعر أهالينا في سيناء أن الدولة المصرية تعمل عليه بهمة لأنه ليس هناك عذر لنا أو لهم، وليس هناك عذر في ألا تتواجد الشرطة وأجهزة الدولة بكثافة أكبر مما كانت من قبل لتحقيق الأمن والاستقرار، لأن الإعاقة التى كانت موجودة سابقا نتيجة الإرهاب والعمليات – والتي كان من أحد نتائجها نقل مقر المحكمة إلى الإسماعيلية – قد انتهت” .
ولفت إلى أن خطة مصر في المياه، تتضمن توفير المياه في المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط من خلال محطات تحلية المياه وهو برنامج كبير لا يقتصر فقط على إنشاء المحطات.
من جانبه اكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء ان حجم الاستثمارات المنفذة والجاري تنفيذها في سيناء بلغ 610 مليارات جنيه ، وذلك من خلال رؤية متكاملة للربط بمجموعة من المحاور التي تعتبر شرايين التنمية، التي تربط أقصى شرق الجمهورية إلى أقصى غربها، مرورا بمجموعة من الأنفاق والكباري، التي أصبحت بمثابة روابط عملية التنمية.
وفي الإطار نفسه، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن الربط البري، مشيرا إلى أنه يوجد 5 أنفاق أسفل قناة السويس أضيفت للنفق الوحيد الذي كان قائما وهو نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس، حتى أصبح لدينا 6 أنفاق، بالإضافة إلى 7 كباري عائمة، فضلا عن مجموعة هائلة من شبكات الطرق التي تم تطويرها في سيناء التي تتجاوز 3000 كم، مؤكدا أن تشييد هذه الأنفاق في زمن قياسي وفي توقيت واحد كان بمثابة ملحمة قامت بها الدولة المصرية، مذكرا بما عرضته مجموعة من الشركات المتخصصة، لتنفيذ هذه الأنفاق تباعا، وهو ما يعني الانتظار لمدة قد تصل إلى 15 عاما على الأقل حتى تظهر هذه الأنفاق للنور، ولكن كان قرار السيد الرئيس بأن الدولة تنفذ تلك الأنفاق بسواعد أبنائها، ويتم ذلك كله بالتوازي حتى يتم الانتهاء منها، والآن أصبح لدينا 5 أنفاق جديدة بتكلفة بلغت 35 مليار جنيه، وإذا ما تم احتساب هذه التكلفة بأسعار اليوم فستصل التكلفة الإجمالية إلى 4 أضعاف قيمة ما تم تنفيذ تلك الأنفاق بها.
وتحدث رئيس الوزراء عن الأهمية البالغة لهذه الأنفاق في ربط الحركة بصورة كبيرة على مدار الـ 24 ساعة في زمن يتراوح من 15 إلى 20 دقيقة، من وإلى سيناء، سواء من الشرق أو الغرب، ولكن الأهم فيما يراه رئيس الوزراء أنه ليست مجرد أنفاق بل شبكة طرق تربط أقصى غرب الجمهورية من مطروح والسلوم إلى كل أنحاء سيناء والعكس، مستعينا بصور لخرائط موقع “جوجل إيرث” لتوضيح الوضع الذي كان قائما في 2014، وهي أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية، مقارنة بالوضع الحالي من خلال التنمية التي شهدتها المنطقة نفسها، ليس من خلال الأنفاق بل من خلال توفير خدمات لوجيستية ومختلف الخدمات الأخرى حول هذه المنطقة، مبرزا من خلال الصور التوضيحية الشكل الحالي للأنفاق التي تم تنفيذها على أعلى مستوى من الحرفية والعمل الهندسيّ، وكذلك شبكات الأمان والحماية، وتتمثل في أنفاق 3 يوليو بمحافظة بورسعيد، ونفق الشهيد أحمد حمدي 2، الذي شرفنا بافتتاحه فخامة الرئيس.
وقال رئيس الوزراء: جنبا إلى جنب ذلك، لم نكتفِ بالأنفاق، فأنشأنا مجموعة من الكباري العائمة لتقليل المسافة البينية بين الأنفاق، حيث تم تشييد 7 كباري عائمة بتكلفة تقدر بنحو مليار جنيه؛ حتى تكون وسيطة بين الأنفاق، لافتا إلى أنه تم إطلاق أسماء شهدائنا الأبرار عليها الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا للقضاء على الإرهاب في سيناء، مستعرضا عددا من الصور التي تظهر مجموعة من الكباري التي أنشئت لأعمال الربط والتنمية.
ثم عقد الدكتور مصطفى مدبولي مقارنة بين حجم الطرق الذي كان قائما في سيناء قبل عام 2014، الذي قامت به الدولة المصرية على مدار 20 عاما، وبين حجم هذه الطرق في السنوات الثماني الماضية، موضحا في هذا الصدد أن حجم هذه الشبكة قبل 2014 كان يصل إلى 674 كم، بينما في 8 سنوات وصلت إلى 3 آلاف كم؛ أي أكثر من 5 أضعاف في فترة زمنية تعتبر أقل من النصف للفترة التي استغرقتها قبل ذلك، وقال الدكتور مدبولي : ليس فقط ذلك من ناحية الكم، بل من ناحية الكيف أيضًا، فنحن نتحدث عن شبكة من الطرق تخدم محاور التنمية، وكانت الطرق قبل ذلك لا تتعدى حارتين أو ثلاث حارات للاتجاهين، لكننا اليوم أمام شبكة طرق على أعلى مستوى بطول 3076 كم، موزعة على شمال سيناء وجنوب سيناء، ومنطقة شرق التفريعة، للمحاور الرئيسية، بخلاف الطرق الداخلية، وهذه المحاور تخدم عملية التنمية لمدة تصل إلى 50 سنة قادمة، وليست فقط لخدمة الأوضاع المطلوبة في الفترة الحالية، مشيرا إلى أن كل محور يتكون من 3 حارات في كل اتجاه، إضافة إلى حارة أخرى للخدمة.
أوضح رئيس الوزراء أيضا طريق النفق/ رأس النقب بطول 231 كم، إلى جانب الطرق الأخرى كالطريق الأوسط بشرم الشيخ، وطريق الإسماعيلية/ العوجة، لافتا إلى أن مختلف هذه الطرق تم تنفيذها على أعلى مستوى، وذلك في اتجاهين منفصلين؛ ضمانا لسرعة وأمان الحركة عليها.
وفي الوقت ذاته، لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن جهود التنمية تضمنت كذلك ربط سيناء مع العالم، من خلال تنفيذ ازدواج الممر الملاحي لقناة السويس، وتطوير وإقامة العديد من الموانئ البحرية والجافة، إلى جانب تطوير المطارات، التي شهدت طفرة هائلة خلال الفترة الماضية، مشيراً خلال عرضه إلى مجموعة من الصور التي ترصد تطور الأعمال بقناة السويس الجديدة خلال الفترة من 2014 وحتى 2023، منوها خلال حديثه لما أثير من تساؤلات حول ضرورة تنفيذ هذا المشروع، قائلاً:” للإجابة على هذه التساؤلات .. وببساطة شديدة علينا النظر لما تحقق من إيرادات لقناة السويس بعد افتتاح القناة الجديدة، حيث قفزت الايرادات من نحو 5 مليارات دولار في عام 2015 إلى نحو 8 مليارات دولار في عام 2022، متوقعا أن تحدث طفرة كبيرة في حجم هذه الايرادات وأضاف رئيس الوزراء أنه تم إنشاء قناة السويس الجديدة، هذا المشروع الاستراتيجي، الذي وجه فخامة الرئيس السيسي بتنفيذه خلال عام واحد فقط، وهو ما يؤكد مكانة قناة السويس كممر ملاحي دولي غير قابل للمنافسة، لافتا إلى الزمن الذي تستغرقه السفن لعبور القناة؛ سواء من الجنوب، أو من الشمال، والذي يصل إلى عدد ساعات قليلة، وهو ما أسهم في زيادة حجم وحركة الحاويات التي يتم نقلها عبر القناة، قائلا:” قناة السويس بحق تعتبر أحد أهم شرايين التنمية على مستوى العالم”.
وحول ما تم من جهود في سبيل إقامة وتطوير المطارات على أرض سيناء، أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا الملف شهد إقامة عدد من المطارات الجديدة، منها مطار البردويل الدولي، إلى جانب تنفيذ أعمال التطوير ورفع الكفاءة لعدد آخر من المطارات، من بينها مطار شرم الشيخ الدولي، مستعرضا في هذا الصدد مجموعة من الصور التي تعكس ما تم ويتم تنفيذه من أعمال، منوها إلى أنه سيتم الانتهاء من تطوير مطار سانت كاترين خلال الفترة القليلة المقبلة، لخدمة حركة التنمية السياحية الهائلة التي تشهدها المنطقة حاليا.
وانتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن الموانئ، فأشار إلى أن هناك 5 موانئ بحرية وجافة تم إقامتها وتطويرها على أرض سيناء خلال الفترة الماضية بتكلفة تجاوزت 44 مليار جنيه، منها ميناء شرق بورسعيد البحري، وكذا ميناء العريش البحري الذي يتم تحويله إلى ميناء متكامل على أعلى مستوى، إلى جانب ميناء القنطرة شرق البري، وميناء نويبع البحري، وميناء طابا البري، مستعرضاً في هذا الصدد مجموعة من الصور التي تظهر حجم التنمية التي شهدها ميناء شرق بورسعيد البحري، خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2023، مؤكداً أن تلك الصور تعكس حجم ما تم تنفيذه من أعمال، وما تم ضخه من استثمارات حكومية في هذا الشأن، ليس فقط لزيادة سعة الميناء، ولكن لإقامة مناطق أخرى تنموية وإعادة تأهيل ورفع كفاءة عدد من المناطق المجاورة للميناء، ومنها المنطقة الصناعية خلف الميناء، لافتاً إلى أن تلك الأعمال تأتي في إطار الجهود المتكاملة لتنمية الجزء الشمالي من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وفي السياق نفسه، لفت رئيس الوزراء لما شهده ميناء نويبع البحري من أعمال تطوير ورفع كفاءة بلغت تكلفتها نحو 350 مليون جنيه، وكذا ميناء العريش البحري، الذي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتحويله إلى دولي متكامل على البحر المتوسط، وذلك بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، مستعرضاً عددا من الصور التي توضح أعمال تطوير ميناء طابا البري، مؤكداً أن تنفيذ مختلف تلك المشروعات يستهدف ربط سيناء سواء بالدولة، أو بالعالم الخارجي.
وفيما يتعلق بمجال البنية التحتية، أشار رئيس الوزراء إلى أن ما تم تنفيذه من أعمال في هذا الصدد هو بحق إنشاء كامل لبنية تحتية متطورة، وذلك بهدف تهيئة سيناء لاستيعاب الزيادة السكانية التي تواجه مصر، ولجذب الاستثمارات لهذه المنطقة الواعدة، التي يتم التخطيط لتنفيذها على هذه البقعة الغالية من أرض مصر، لافتا إلى أن قطاع مياه الشرب شهد تنفيذ 52 مشروعا على مستوى سيناء ومدن شرق القناة، وذلك بتكلفة تجاوزت 15 مليار جنيه.
وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى استعراض كل قطاع على حدة بشكل تفصيلي؛ حيث أشار إلى أنه فيما يخص قطاع مياه الشرب، فقد أسهمت الـ 52 مشروعاً، في زيادة نسبة تغطية مياه الشرب في سيناء، من 84% في عام 2014 إلى 98% حالياً، مؤكداً أن هذه النسبة تشمل شبكات مياه مُستقرة وموجودة، بينما ترتبط نسبة الـ 2% المتبقية بتجمعات بدوية منعزلة، يكون لها أسلوب آخر في تغطية المياه.
كما لفت مدبولي إلى أن سيناء تتميز بكونها تضم أكبر عدد من محطات تحلية مياه الشرب التي نفذتها الدولة من حيث العدد والحجم، حيث تشهد سيناء تنفيذ 12 محطة تحلية؛ سواء جديدة أو شهدت توسعات، بإجمالي طاقة أكثر من نصف مليون متر مكعب في اليوم، وعرض مدبولي صورا توضح المقارنة بين موقع محطة التحلية برأس سدر في 2014 عندما كانت أرض صحراء، مقارنة بالوضع الحالي في ظل وجود المحطة، كما أشار إلى أهمية محطة تحلية مياه البحر بالعريش، لافتاً إلى أن المرحلة الأولى انتهت بطاقة 100 ألف م3/يوم، ومن المخطط أن تصل إلى 300 ألف م3/يوم، وغدت المحطة موجودة على الأرض في هذه الفترة بالصورة التي نراها الآن، كما لفت إلى أن العديد من المناطق شهدت تنفيذ محطات مياه شرب، مثل الشيخ زويد، ودهب، وطابا، كما تم في اطار تنمية منطقة شرق بورسعيد، تنفيذ محطة بطاقة 150 الف م3/يوم، إلى جانب محطة بحيرة البردويل التي تخدم التجمعات هناك.
وانتقل رئيس الوزراء إلى قطاع الصرف الصحي، مشيراً إلى أنه تم تنفيذ 25 مشروعاً، بتكلفة تتجاوز 4 مليارات جنيه، بهدف القفز بعملية التغطية بشبكات الصرف الصحي إلى أكثر من الضعف، وذلك من 17% الى 40%، خلال هذه الفترة الوجيزة جداً، بتنفيذ مشروعات صرف صحي قامت بها الدولة، سواء في العريش، والطور، ورفح الجديدة.