رواد الأعمال يعرضون تجاربهم في جلسة حول مستقبل العمل وريادة الأعمال أثناء وما بعد الجائحة بمنتدى شباب العالم
كتب – كمال ريان
ضمن الفعاليات الرئيسية لليوم الثالث من منتدى شباب العالم، عٌقدت جلسة نقاشية بعنوان “مستقبل العمل وريادة الأعمال أثناء وما بعد الجائحة “، بمشاركة مجموعة كبيرة من الشباب ورواد الأعمال من مختلف دول العالم، وشارك نخبة من المتحدثين في الجلسة، وهم أمير شريف، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة وظف، وخوسيه مانويل، ميدينا أخصائي تطوير المشاريع وخلق فرص العمل بمنظمة العفو الدولية، وهدى منصور، مدير التحول الرقمي لشركة “SAP” في جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وعدنان عدوي، رائد أعمال وزميل منظمة “أشوكا” الوطن العربي.
بدأت الجلسة بالترحيب بحضور أيمن بن توفيق المؤيد، وزير شئون الشباب والرياضة البحريني، والمهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا”، حيث ناقشت الجلسة الفرص والتحديات التي واجهتها الشركات الناشئة في ظل جائحة كورونا، ومستقبل العمل بعد الجائحة للمرأة والشباب، فضلًا عن أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتغيير سياسات العمل عالمياً ودفع عجلة الاقتصاد خاصة في الدول النامية.
وأوضحت هدى منصور، مدير التحول الرقمي لشركة “SAP” في جنوب أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن الدول التي كانت تمتلك بنية تحتية جاهزة هي الأسرع في تدارك الآثار السلبية للجائحة، بعكس الدول الأخرى الأقل حظاً التي عانت من إغلاق كلي أو جزئي وتأثرت بشكل كبير.
وأشارت “منصور” إلى أن بيئة الدول الفقيرة ذات التحديات الكبيرة هي الأفضل لريادة الأعمال، لأن مع وجود التحديات تظهر الحاجة إلى الأفكار والحلول، وعلى هذه الدول أن تقدم دعم لأسعار الخدمات مثل خدمة الإنترنت خاصة في القري والنجوع، بالإضافة إلي دمج القطاع الخاص مع الحكومات.
وأكد أمير شريف، الشريك المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة وظف وفرصنا، أن تأسيس الشركات الناشئة تسارع بشكل كبير بعد الجائحة، لأنه مع فقدان الشباب لوظائفهم يتجهون لتقبل المخاطر وتأسيس شركات جديدة، مشدداً على أنه لنجاح أي مجتمع ريادة أعمال لابد من وجود نظام بيئي متكامل، أو ما يعرف بالـ “Eco System”، وهو ما يجب أن تتبناه الحكومات بتوفير البيئة الداعمة لرواد الأعمال والاستثمار في الكوادر الواعدة.
كما أتفق “شريف” مع “منصور” في أن ريادة الأعمال قائمة بشكل كامل علي التحديات والمشكلات، كما أن الرحلة مليئة بالمشاكل والعقبات بدايةً من توفر التمويل اللازم للفكرة والحاضنات والبحث عن أصحاب المهارات المطلوبة لشغل الوظائف.
قدم عدنان عدوي، رائد أعمال وزميل منظمة “أشوكا” الوطن العربي، عدة نصائح لمجتمعات ريادة الأعمال من واقع خبرته، فلكي يكون هناك فكرة ذات تأثير لابد من وجود مشكلة تبحث عن حل، مشدداً على أهمية الصبر حتى يتكلل بالنجاح، بالإضافة إلى بعد النظر والرؤية الاستراتيجية بعيدة المدي.
وأكد “عدوي” أن للعائلة والإعلام وأنظمة التعليم دور كبير في زراعة فكر ريادة الأعمال في النشء في سن صغيرة حتى يتمتعوا بالمرونة وتقبل التغييرات، مشيراً إلى أن الرقمنة بدون تفكير وتخطيط يمكن أن تصبح أزمة.
وأشار خوسيه مانويل ميدينا، أخصائي تطوير المشاريع وخلق فرص العمل بمنظمة العفو الدولية، إلى أهمية التعاون علي الصعيدين المحلي والدولي، والتعاون بين المجتمع المدني والحكومات والقطاع الخاص لتسريع وتيرة نمو قطاع ريادة الأعمال، حيث توجد العديد من الوظائف التي سوف تندثر في المستقبل لحساب وظائف جديدة.
وشهدت نهاية الجلسة فتح المجال لتلقي الأسئلة من الحاضرين، مما أتاح لهم التفاعل مع المتحدثين والمشاركة البناءة، والخروج بعدة توصيات تشمل تعزيز جهود مجموعة عمل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التابعة للأمم المتحدة، وإنشاء مؤسسة منوطة بريادة الأعمال لتكون جهة موحدة تضمن توفير تسهيلات للشركات الناشئة، بالإضافة إلى حث الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على تطوير نظام إدارة الكوارث، كما أوصت الجلسة بضرورة العمل على دعم بيئة الأعمال لتصبح أكثر جذباً للفئات الأكثر تضرراً من الجائحة خاصةً المرأة والشباب، بالإضافة إلي العمل علي ترسيخ ثقافة ممارسات ريادة الأعمال الصحيحة وتكنولوجيا المعلومات وإدراجها في المناهج التعليمية، وأخيراً زيادة الوعي والتوعية بالتعامل مع إدارة التكنولوجيا و خاصةً أمن وحماية المعلومات.