جابر الخواطر .. الذي كسر قلوب محبيه
أربعة أيام مرت منذ فارقنا .. وأنا لا أكاد أصدق أنه لم يعد موجودا في دنيانا
أحمد عواد .. الزميل والصديق والأخ الطيب النقي صاحب الابتسامة الدائمة التي كانت لا تفارق وجهه حتى في أصعب الظروف
سنوات طويلة قضيناها مع عواد تشاركنا فيها الحياة بكل صورها ومعانيها .. تقاسمنا فيها الافراح والأحزان والصعوبات والتحديات والنجاح داخل قطاع الاتصالات الذي انصهرنا فيه كأسرة واحدة .. توارث من خلالها أولادنا هذه العلاقات الاسرية وهذه المشاعر الأخوية ، حتى أني فوجئت صباح يوم وفاة “عواد” بابنتاي مريم وملك تبكيان بحرقة حزنا على وفاة والد حنين أختهما
حياتنا التي تقاسمناها كأخوة وأصدقاء لم تقتصر على داخل مصر فقط ، بل ارتبطنا بذكريات لا تنسى في رحلاتنا لكثير من الدول على امتداد ما يقارب عقدين من الزمن ، حيث أصبحت المواقع والأماكن التي كانت شاهدة على علاقات الأخوة والصداقة أكثر من أن تحصى داخل مصر وخارجها
أحمد عواد .. النقي النبيل جابر الخواطر الذي لم يتأخر يوما عن خدمة تطلب منه حتى ممن لا يعرفهم كنا نمزح معه أحيانا من كثرة طلبات الناس التي يقدمها للمسئولين ونسأله انت ناوي ترشح نفسك لمجلس الشعب ؟ فيرد ضاحكا ببراءة .. الناس غلابة محتاجين اللي يقف جنبهم
على مدى الأيام الثلاث الماضية أحاول تصديق أن عواد لم يعد موجودا في حياتنا ، وأن ضحكته البريئة اختفت للأبد واختفت معهما البهجة والتفاؤل الذين كان يضفيهما على كل لقاء يجمعنا .. أمسك بالموبايل وأراجع محادثات الواتس المستمرة بيننا وكأنني أحاول أن أحدثه .. الموت حق علينا جميعا وليس أمامنا الاالتسليم بقضاء الله تعالى والرضا به واستمرار الحياة كما أمرنا واهب الحياة وجاعل الموت حقا علينا جميعا .. لكن حزن القلب أوانكساره ليس بأيدينا .. يا رب حزننا ليس اعتراضا على قضاءك لكنها المشاعر والقلوب التي بيدك سبحانك ولست بأيدينا ولا بإرادتنا
يا رب .. لا نملك الا أن نرضي بقضاءك وأن نقول تأسيا بنبينا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وقت حزنه : إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا صديقي لمحزونون
يا رب .. نسألك المغفرة والرحمة لأحمد عواد .. والصبر لأولاده وأسرته وأصدقائه ومحبيه